بالتأكيد جميعنا يعرف ماجدة الرومي صاحبة الأغاني الجميلة التي لطالما طربتنا بها وتهاداها العشاق فيما بينهم، فمن لم يسمع أغنية ماحدا بيعبي مطرحك بقلبي، يسمعني حين يراقصني، بالقلب خليني؟ من لم يغرق ببحر الأحلام وهو يسمع أغنية أنا عم بحلم ليل نهار بصوتها القيثاري؟ ولم يستمتع بالترانيم التي تدندن على حبال ماجدة الذهبية؟ إذاً من هي السيدة ماجدة الرومي؟ الشخصية التي عرفناها منذ الصغر تربينا على صوتها إلى جانب السيدة فيروز وميادة بسيليس وغيرهم من سادة الفن المعاصر، في هذا المقال من موقع ملهمون سنتناول أهم محطات حياة هذه الفنانة القديرة فهيا بنا نبدأ.

نبذة عن حياة ماجدة الرومي

نشأت السيدة ماجدة الرومي وترعرعت في منزلٍ لبناني فني أصيل في كفر شيما في لبنان. يذكر أن والدها الموسيقار الشهير في عالم الغناء حليم الرومي والذي كان له الفضل الكبير في لمعان اسم السيدة فيروز.

إلا أنه كان يقف في البداية عقبةً في طريق ماجدة الفني واحترافها الغناء. إلا أنه وافق عندما لاحظ موهبتها لكنه اشترط عليها اتمام تعليمها أولاً إذ قال لها:

” العلم قبل الفنّ والجامعة قبل الأستديو وحبّ الفكر قبل حبّ الظهور”.

وكان لكلامه أثر إذ أنها تخرجت بشهادة بكالوريوس من الجامعة اللبنانية باختصاص الأدب العربي.

شاركت الفنانة بعد موافقته في برنامج “استديو الفن” أشهر البرامج الفنية اللبنانية أنذاك. وقد تمت مشاركتها بمساعدة ابن عمها رايموند صدفي الذي سمع صوتها وآمن بموهبتها. وتنبأ لها بالنجاح إن احترفت الغناء وقال إنه سوف يكون لها وقعٌ مميز في العالم الفني وكان ذلك.

فبمشاركتها في برنامج استديو الفن حازت الفنانة ماجدة الرومي على المركز الأول بعد غناءها لأغنية ليلى مراد “أنا قلبي دليلي”. وأدهشت لجنة التحكيم في أداءها المتميز.

يعود أصل الفنانة ماجدة الرومي إلى عائلة البرادعي في مدينة صور اللبنانية. تلك العائلة التي كانت تتردد إلى مدينة روم في تركيا كثيراً لذا لقبت بعائلة الرومي.

ولد والد الفنانة ماجدة الرومي في مدينة صور في لبنان، لكن بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى انتقل مع عائلته إلى فلسطين عندما كان في الثانية من عمره. وكَبُرَ في فلسطين قبيل انتقاله إلى مصر والتحاقه بمعهد الموسيقى العربية.

وفي سنة 1950 التحق بمحطّة الشرق الأدنى للإذاعة العربية في بيروت، ثم عاد إلى لبنان وبقي فيه حتى وفاته.

أما أصول والدة الفنانة تعود لمصر وتدعى ماري لطفي من مدينة بور سعيد المصرية.

بدايات السيدة ماجدة في الفن

فتحت الفنانة ماجدة الرومي عينها على الدنيا وهي تغني، فهي تغني منذ أن كان عمرها عشر سنوات. وقد تأثرت الفنانة ماجدة الرومي في بداياتها بكبار الموسيقيين العرب مثل محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، أم كلثوم واسمهان.

أما أول تجربة غنائية لها كانت بالتراتيل التي رتلتها للكنيسة وحفظتها عند الروم الكاثوليك والتي كانت تحمل عناوين “ميلادك”، “الهوا هوايا”، و”عيون القلب”.

إذ أن بداياتها كانت من استديو الفن حيث غنت “يا طيور” للفنانة اسمهان والتي برزت طبقات صوتها.

قدمت أولى أغانيها الخاصة عام 1975 “عم بحلمك يا حلم يا لبنان” من ألحان إلياس الرحباني وكلمات سعيد عقل. وكان ذلك بعد نشوب الحرب في لبنان ووقوع مجزرة عين الرمانة.

وقد لفتت نظر المخرج المصري يوسف شاهين وعرض عليها المشاركة في فيلم من إخراجه والذي يعتبر فيلمها الوحيد حتى الآن بعنوان “عودة الابن الضال” عام 1976. اقراء ايضا : تشتهر جدة

انجازات مطربة المثقفين

غنت ماجدة الرومي لشعراء وملحنين عديدين، وأمام رؤساء وملوك دول عديدة، كما أنها شاركت في كثير من المهرجانات. إذ كان أول ألبوم لها عام 1980 والذي ضم العديد من الأغاني نذكر منها: “عم يسألوني عليك الناس” “ماحدا بيعبي مطرحك بقلبي” “كل شي عم يخلص” و”يانبع المحبة”.

وهو ذات العام الذي تألقت فيه في مهرجان قرطاج لأول مرة وكان بوابتها للمشاركة في العديد من الحفلات والمهرجانات اللاحقة.

وأثناء زيارة الرئيس جورج بوش الأب لبيروت أقام الرئيس إلياس الهراوي حفلاً في قصر بعبدا الرئاسي في بيروت على شرف الرئيس الأمريكي جورج بوش وقد قامت الفنانة بإحياءه.

كما وقد رنمت بصوتها الطروب أمام البابا بنديكتوس السادس عشر في بكركي “طوبى للسّاعين إلى السّلام”. وذلك أثناء زيارته التاريخيّة إلى لبنان بحضور الآلاف الجماهير.

مساهمات ونشاطات السيدة الرومي

إلى جانب عملها الفني فإن السيدة ماجدة لها مساهماتٌ خيرية إذ أن لها دور كبير في رسم البسمة على وجه الكثير من خلال نشاطاتها الإنسانية.

كان آخرها زيارة مبنى “الإسكوا” التابع للأمم المتحدة في بيروت، تعرفت من خلالها السيدة ماجدة على الخطة التي تقوم بها المنظمة لتحد من الفقر في فئة الشباب.

كما وقد أكدت على أهمية العمل بيد واحدة والتعاون للقضاء على الشر، وقامت بإعلان انتفاضتها والتي أطلقت عليها اسم ” انتفاضة الموجوعين”.

وفي عام 2012 قامت الفنانة بلفتة لطيفة. إذ خصت الجامعة الأمريكية في بيروت بإيرادات مبيعات الإصدار الأول من ألبومها الجديد والذي يحمل اسم “غزل” لتمويل الطلاب الفقراء.

السيدة ماجدة الرومي ووعكتها الصحية

تعرضت السيدة لوعكة صحية وذلك أثناء إحياءها للمهرجان”جرش” والذي يقام في الأردن. إذ أنه أرجع مدير أعمالها عوض الرومي سبب هذه الوعكة إلى أنها لم تتناول الطعام منذ الصباح، مما أدى لحدوث هبوط حاد في السكر لديها.

يذكر أن الفنانة ماجدة الرومي من مواليد (13 ديسمبر 1957 -) مغنية لبنانية، وسفيرة للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، وسفيرة لدى منظمة الفاو.

من ناحية أخرى تزوجت عام 1977 من أنطون دفوني، ونتيجة لذلك الزواج انجبت ابنتين هما هلا ونور دفوني لكن انتهى ذلك الزواج عام 2006.

وبهذا القدر من المعلومات نكون قد اختتمنا مقالنا الذي قدمنا في أبرز المعلومات التي تخص الفنانة ماجدة الرومي وحياتها وإنجازاتها.

تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما…