كيف أكتب قصة قصيرة سؤال يراود الشغوفين، فكتابة القصة القصيرة تشترك مع الرواية في عنصر التشويق والحبكة. كما تعتمد على خيالك الواسع مع قدرتك على صياغة هذا الخيال. إذن أنا أمتلك الخيال، لكن كيف سأكتب قصة مميّزة؟. دائماً عندما أمتلك موهبة مفعمة بالخيال فإنّي سأكون بحاجة إلى معرفة قواعد هذا الجنس الأدبي، لأقوم بصياغة و كتابة قصة قصيرة مميزة.
المحتويات
كيف أكتب قصة قصيرة
لكتابة القصة القصيرة عليك معرفة:
عناصر القصة القصيرة
بناء على ما تقدّم من تعريف القصة القصيرة فإنّنا نجد عناصرها هي:
النسيج القصصي
تعتمد كتابة القصة القصيرة على على نسيج محدد من الوظائف في خدمة الحدث. و تطويره لوصوله إلى العقدة و الحل. كما أن النسيج القصصي يشمل الوصف. و الحوار، والسرد و بذلك فإنّ:
– الوصف: هو الذي يعتمد على وصف العالم الخارجي للقصة. أو العالم الداخلي من خلال تصويرها بشكلٍ دقيق خلال الفصة. كما أنّه يجب اعتماد الوصف خلال سرد الأحداث بدون أي تحديد مباشر للوصف.
– الحوار: هو الذي يكون بين الشخصيات. و يجب أن يكون متناسباً مع الحدث و الشخصية. كما أنّه يعبر عن الشخصية ذاتها.
– السرد: هو من أهم عناصر النسيج القصصي. يقوم بربط الأحداث مع الشخصيات و الحوار، فالسرد يحقق الترابط لأفكار القصة، بشكل تسلسلي.
الشخصيات
كما أنّ الشخصيات من العناصر الأساسية في كتابتها. حيث تدور الأحداث حول هذه الشخصيات لتواكب التطورات التي تحدث فيها كمان الشخصيات تتألّف من:
1- الشخصيات الرئيسية: و هي الشخصيات التي ترتكز عليها أحداث القصة لنجد هذه الشخصية هي المحور الأساسي. و متابعة الحدث المرتبط بها من بداية القصة إلى نهايتها.
2- الشخصيات الثانوية: فهي الشخصيات التي تمر خلال القصة بموقف محدد أو مكان محدد. و إنّما يتواجد في القصة ليساعد السرد و الأحداث في خدمة الفكرة و الموضوع.
المكان و الزمان
و بذلك فإنّ تحديد زمان أحداث القصة و مكانها. بما في ذلك من تحديد ما تحتويه الأمكنة من معالم أو أشجار. تحديد الزمان من خلال سرد الأحداث. مثلاً كأن أتحدث عن أشياء قديمة توحي بحقلة زمنية محددة.
العقدة
أو ما يسمّى بالصراع لأنه يساهم في حبكة القصة. فيمكن أن يكون هناك صراعاً رئيساً في القصة يتخللها عدة صراعات.
الهدف
أو ما يسمى بالعبرة، فلا بدّ من تحديد هدف القصة خلال سرد الأحداث، فيستطيع القارئ أن يحدد هدف القصة و العبرة منها من خلال قراءته لها.
ما هي القصة القصيرة
بدايةً لا بدّ من تعريفها؛ ليتضح مفهوم القصة عند صاحب الإبداع. فهي المحكمة هي سلسلة من المشاهد الموصوفة التي تنشأ خلال حالة مسببة تتطلب شخصية حاسمة ذات صفة مسيطرة تحاول أن تحل نوعاً من المشكلة من خلال بعض الأحداث التى ترى أنها الأفضل لتحقيق الغرض. و تتعرض الأحداث لبعض العوائق و التصعيدات حتى تصل إلى نتيجة قرار تلك الشخصية النهائي. و سيجري توضيح هذا التعريف المركز بعناصره الرئيسة.
خصائص القصة القصيرة
و بناءً على تاريخ القصة القصيرة منذ نشأتها. و بالرغم من قدم القصة القصيرة بمفهومها الحديث. لم تظهر إلا في القرن التاسع عشر الميلادي. فقد بدأ الإهتمام بها في هذه الحقبة الزمنية. حيث أصبحت نوعاً أدبياً متميزاً ذا خصائص محددة بارزة المعالم. من هذه الخصائص:
1- أن تعالج القصة القصيرة موضوعاً واحداً فقط.
2- أن تقتصر على حادثة واحدة أو حلقة محددة أو وضع معين.
3- أن تلتزم بطول محدد(و إن اختلفت الآراء حول مقدار هذا الطول).
و هذا يعني أن القصة القصيرة أصبحت تكتب ضمن مبادئ مقررة سابقاً يتوقع من الكاتب الإلتزام بها.
أصول القصة القصيرة
وفي سبيل الحديث عن تكوين القصة القصيرة فإنّ أصولها يمكننا أن نستخرجها من التفسير التاريخي و النفسي للإرهاصات الأولى للقصة القصيرة. فمن الناحية التاريخة نجد أنّ الفقرة تشير إلى سرد قصصي شفهي مشهود به على مختلف عصور الحضارة. فإنّ كل التخمينات الخاصة بالجذور الأولى للقصة القصيرة و انتقالها من الشفهية إلى الكتابة لا يمكن الوصول بها إلى يقين.
عينة من التخمينات
– الطابع الديني: وهب الله الإنسان القدرة على القص و ربّما كان آدم عليه السلام أول القصاصين للأعاجيب.
– ذات الطابع الأسطوري: فهناك أساطير بدائية تشرح مغاليق الكون ثم اتخذت بعد ذلك شكل أبطال الحكايات.
– الجانب الرمزي: ظهر هناك بعض المؤلفين بأن ألقوا بالعظات الدينية على شكل حكايات و لكل واحدة رمز معين.
الجذور التاريخية
هنا نبحث عن الجذور التاريخية: أي إلى الشرق الأدنى المتمثل في مصر و اليونان و روما و الصين.
عندما يعي القاص بأنّه يكتب قصصاً قصيرة مستقلة ذاتياً مستشرفاً الوصول إلى جنس أدبي مستقل تماماً. و حتى نتمكن من قراءة القصص القصيرة الأولى في العالم لابدّ لنا أن ننقّيها من كثير من الأعمال المكتوبة. وبعد هذه المرحلة ننتقل إلى تلخيصها من الحوار. فإن أولى القصص القصير في العالم تحمل آثار ميلادها ألا وهو الحوار.
إبداع القصة القصيرة
يتطلب إبداع القصة القصيرة، نظاماً ديناميكياً للشعور. فقد وصفه هنري برجون بذلك، فالعقل خاصة في لحظة الإبداع. العقل يبدأ بفكرة فيها مشكلة و يحاول التوصل إلى حلّ لها. إنّها تحرّكات مركزة. و كل الجهد الإبداعي ماهو إلا محاولة لسدّ الفجوة التي قفزنا من عليها و الوصول إلى نفس الهدف. إذ أن هناك فارق بين الشعور التلقائي و الشعور التأملي الحدسي الذي أخذ شكلا موضوعياً متمثلاً في أشكال فنيّة. أشعر بالحياة و أشعر بأنني أعيش في واقع مليء بالأشياء و الكائنات و حياة الناس مشابهة لحياتي. و فجأة أشعر أنه يحدوني الرغبة في حكايته.
و في الختام فإنّ القصة القصيرة، جنسٌ أدبي كباقي الأجناس يعتمد على الخيال، و اللغة، و الصياغة. كما أنّها تختلف في بنائها الفني. ونكون هنا قد أجبنا عن سؤالك كيف أكتب قصة قصيرة.
اقرأ أيضاً:خطوات النجاح والطريق نحو الهدف