تخيل أنك تعمل كميكانيكيِّ أو حلاق أو نادل في مطعم، ثم يأتي شخص ما ليخبرك بأن اسمك سيتصدر يومًا محركات البحث. هل كنت ستصدق ذلك؟ بالطبع لا، ولكن الممثل حسن خليل صدق ذلك وآمن به قبل سنوات طويلة من حدوثه. فرغم ظروفه المادية الصعبة والسخرية التي تعرض لها من محيطه بسبب أحلامه والعراقيل التي وقفت في وجهه. إلا لم يستسلم لكل ذلك وشق طريقه بصبر وثبات نحو النجومية حتى ابتسم له القدر أخيرًا. وسنلقي الضوء الآن على تفاصيل هذه الرحلة كاملة وأهم الأسرار حول حياة هذا الممثل الموهوب الذي لفت الأنظار إليه بأدائه المميز مؤخرًا. واجتاح مواقع التواصل الاجتماعي.
المحتويات
من هو الممثل حسن خليل
حسن خليل هو ممثل سوري صاعد من مواليد 1993. أي أنه يبلغ من العمر الآن 29 عامًا. وقد بدأ مسيرته في التمثيل منذ حوالي 11 عامًا، لكن طريقه كان صعبًا وطويلًا ومفروشًا بالأشواك. فقد عانى من ظروف مادية صعبة ومارس الكثير من المهن في حياته قبل أن يصبح ممثلًا. مثل الحلاقة وتصليح السيارات والإشراف على الصالات في المطاعم. كما عمل في التخليص الجمركي وكان يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم إلا أن قدره ساقه نحو الفن.
رحلته نحو النجومية
صرح حسن خليل بأنه تقدم لتجارب القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية أربع مرات. وفي كل مرة كان يتعرض للرفض. ولكن ذلك لم يثنيه عن المحاولة مرة أخرى في العام التالي. وبعد أربع سنوات من التجارب الفاشلة حالفه الحظ أخيرًا. وتم قبوله في المعهد وكانت تلك المرة الأخيرة التي يحق لها فيها التقدم للدراسة في المعهد بسبب كبر سنه.
وقبل أن ينهي دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية. اشترك في دورة تدريبية لإعداد الممثلين نظمتها المخرجة رشا شربتجي عام 2019 على مدى 10 أيام. وكانت تلك نقطة التحول في مسيرة هذا الممثل الموهوب حيث نال إعجابها جدًا واختارته للمشاركة معها في مسلسل حارة القبة بأجزائه الثلاثة الذي تم عرض آخرها في رمضان 2021.
ورغم أنه تألق في دور “عز الدين” ابن أبو العز في مسلسل حارة القبة. إلا أن شهرته الواسعة جاءت بشكل رئيسي من مشاركته الأخيرة في مسلسل كسر عضم بدور “علاء”.
حسن خليل في كسر عضم
“هل شخصية علاء تعكس جزءًا من شخصية الممثل حسن خليل؟ ” هذا هو السؤال الذي تم تداوله على نطاق واسع من قبل معجبي هذا الفنان على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أجاب حسن في لقاء خاص له مع ET بالعربي بأنه في الواقع لديه كاريزما خاصة به مختلفة عن كاريزما شخصية علاء. فهو ليس ساخرًا ولديه سمات شخصية مختلفة. ولكنه أحب شخصية “علاء” رغم تخوفه منها في البداية، وقد أضاف لها الكثير مثل ضحكتها المميزة الصاخبة التي لاحظ بأنها مناسبة للتكوين النفسي للشخصية. ولكن على أي حال هو لا يستخدم هذه الضحكة في الحياة الواقعية.
وقد صرح أيضًا بأنه لم يتوقع هذا النجاح الذي حققته شخصية “علاء”. وبأن من أسباب نجاح العمل هو أن الممثلين المشاركين معه بدور “إيليا” و”سومر” هم أصدقاؤه في الواقع مما جعل المشاهد تبدو عفوية أكثر وواقعية. وأشار أيضًا إلى أن اللقب الشهير “دكر النحل” الذي أطلقه على صديقه “سومر” كان موجودًا في مشهد واحد فقط في نص العمل. لكنه اقترح أن يتم إلصاق اللقب بشخصية “سومر” طول العمل ليضيف لها شيئًا مميزًا يبقى عالقًا في ذهن الجمهور.
حياته الشخصية
لا يزال حسن خليل يحظى بحياة العزوبية. حيث لم يدخل القفص الذهبي من قبل ولم يفصح عن أي نية للارتباط في الوقت الحالي. وفيما يتعلق بسماته النفسية فهو شابٌ واعٍ ورزين وعفوي وعلى قدر من الثقافة والتواضع. وقد بين في إحدى مقابلاته أنه كثيرًا مايتم اتهامه بتقليد الفنان باسل خياط بسبب وجود بعض التشابه في الصفات الشكلية والنفسية بينهما.
كما تحدث عن عائلته التي تنتمي للطبقة الوسطى والتي لا تملك أي ميول نحو الفن. وقد تعلم منذ نشأته أن يعتمد على نفسه لتوفير مطلباته وعدم إثقال كاهل عائلته بذلك. ولهذا السبب تنقّل بين الكثير من المهن المختلفة منذ صغره.
كما ذكر أيضًا تعرضه للسخرية المتكررة من أقرانه وزملائه في العمل بسبب طموحه في دخول عالم الفن. وهو الأمر الذي دفعه للسعي بجدية أكبر للوصول لحلمه. فمثلا في أحد الأيام زار الفنان تيم حسن المطعم الذي كان يعمل فيه. مما منح رفاقه فرصة ذهبية لتثبيط عزيمته والتنمر عليه عبر إشارتهم إلى الفرق الشاسع بينه وبين ذلك النجم. وبأنه يجب أن يبحث عن عمل يسد رمقه وأن ينسى أوهامه المتعلقة بالفن لأنها لن تتحقق أبدًا.
يتميز حسن خليل بأنه نشط على مواقع التواصل الاجتماعي ومتفاعل مع جمهوره وقريب منهم. حيث يمتلك حوالي 200 ألف متابع على انستغرام. ويشارك معهم نشاطاته وكواليس أعماله بشكل مستمر.
مستقبل الفنان حسن الخليل
بعد أن سطع نجمه على الدراما السورية أصبح هناك الكثير من المراهنات حول مستقبل هذا الفنان المشرق ومسيرته الفنية التي يتوقع الجمهور أن تكون حافلة بالإنجازات. وقد أشار بدوره إلى أنه اعتذر عن ثمانية أعمال درامية في موسم رمضان 2021 لأنه يمتلك الوقت الكافي. فهو يحب أن يكرس نفسه ووقته بشكل كبير للعمل الذي يؤديه. ولا زال الجمهور يترقب تصريحات جديدة حول الأعمال التي سيشارك في بطولتها هذا العام.
وفي الختام، هذه هي القصة الكاملة لرحلة الفنان الصاعد حسن خليل نحو النجومية والتي استمرت لأكثر من 10 سنوات قبل أن يتمكن من إثبات نفسه على الشاشة. وبالتأكيد قصة نجاحه ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة. فعلى الرغم من أن درب النجاح وعر محفوف بالصعوبات إلا أن شغف الناجحين ومثابرتهم يمهد لهم الطريق دومًا.
تابع ملهمون لعلك تكون ملهماً يوماً ما