المحاسبة الادارية واهميتها في بيئة الأعمال الاقتصادية

يتساءل الكثيرون عن المحاسبة الادارية واهميتها، أين وفي أي وقت تستخدم؟ ما الفائدة التي تمنحها للشركات والمديرين؟ أسئلة على الأغلب قد اعترضتك في حال كان مجال عملك يتطلب معرفة مالية أو محاسبية، أو كنت طالبًا في كلية الاقتصاد وتقوم بدراسة أهم الأدوات المالية التي من شأنها أن توفر للشركات والمؤسسات الاقتصادية حالة من الاستقرار والنجاح المالي الذي تطمح له.

بالطبع في حال كنت من طلاب الاقتصاد أو تحمل شهادة خبرة فيه، سيكون الجواب هَيِّن عليك والاستفاضة به أمر محبّب لك. لكن، إن كنت غير ذلك، وتريد الحصول على معلومات عن كل ما يخص هذا المجال. ننصحك بمتابعتنا فقد جمعنا لك أهم المعلومات المتعلقة بهذا المفهوم الاقتصادي الذي يشكل عامل نجاح رئيسي للشركات سواء الكبيرة منها أو الصغيرة، وسنقوم بالشرح بشكل تفصيلي سهل الهضم بعيد عن الجمود.

ما هي المحاسبة الادارية

يعرف هذا المصطلح بالإنكليزية بـ Accounting Administration. وقد ظهر هذا المفهوم عام 1950 بعد أن تم إعداد فريق من قبل المجلس الإنجلوالأمريكي باسم المحاسبة الاداريّة، ولكن قبل هذا، عليك أن تعرف تطور مفهوم المحاسبة الإدارية الذي بدأ منذ الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر. في هذه الفترة لم يتطلب العمل التجاري الكثير من العمل المحاسبي والتقارير المالية، بل اقتصر على عمل قلّة من المديرين. ولكن القرن العشرين شهد نَقلة نوعية في الاقتصاد، وها ما تتطلب من الشركات العمل المزيد من العمل على تقديم تقارير مالية مفصّلة والالتزام بمعايير أسواق المال والأغراض الضريبية.

إذاً المحاسبة الادارية تعني تولي متابعة التقارير المالية المتعلقة بقرارات تشغيلية ورقابية وتخطيطية. وبالتالي، هو نشاط يقوم بتحليل البيانات المالية وجمعها وإعدادها من أجل المساهمة في رفد القرار الاداري ببيانات حقيقية عن أعمال المؤسسة. والتأثير على الرقابة والتخطيط  وبالتالي توجيه استراتيجية العمل من أجل اتخاذ قرارات مالية تجارية ناجحة.

المحاسبة الادارية واهميتها
المحاسبة الادارية

فروقات بين المحاسبة الادارية والمحاسبة المالية

يعد مفهوم المحاسبة المالية الأكثر شمولًا بحيث من الممكن تصنيف المحاسبة الإدارية كأحد مدخلاته. ولكن، سنقوم بطرح عدة نقاط تتمثل فيها نقاط الاختلاف بين المحاسبتين:

  • تتولى المحاسبة المالية شؤون المنشأة المالية وتغطي النشاط التجاري بشكل عام وشامل لجميع النشاطات المالية، بينما تقوم المحاسبة الادارية بالتركيز على التفاصيل المتعلقة بتلك الأنشطة.
  • من أهم الاختلافات الجوهرية بينهما هو “الاستهداف”، فبينما تتوجه المحاسبة المالية نحو توفير معلوماتها لأطراف أخرى خارج المنظمة الاقتصادية، تقوم المحاسبة الادارية بتوجيه بياناتها وتقاريرها للمستخدمين داخل المنظمة مثل المديرين، وتعمل على مساعدتهم.
  • أما بالنسبة للأجر الأعلى، فالكفة تميل للمحاسبين الماليين. نظرًا للتدريب المكثف والمعمّق والتحليل الأكثر دقة لبيانات المنشأة.
  • هناك معايير دولية ثابتة على المحاسبة المالية اعتمادها كشرط ملزم للحفاظ على حالة الاستقرار للنشاط التجاري في سوق الأعمال.

آلية عمل المحاسبة الإدارية

في الوضع الطبيعي، يقوم المحاسب الإداري بمسك الدفاتر المحاسبية وإعداد الميزانية وخصم الضرائب، والاطلاع على التخطيط العام لأنشطة المنشأة. بالإضافة، لإدارة ومراقبة أصول الشركة.

ومن الممكن القول، أن آلية عمل المحاسبة الادارية تتمثل اهميتها في الإلمام بالعديد من الجوانب المالية. كمحاسبة التكاليف، التي تقوم بالكشف عن إجمالي تكاليف المنشأة. بالإضافة إلى تقييمات شاملة عن التكاليف الثابتة والمتغيرة المتعلقة بجميع أنشطة الشركة، مما يساهم في اتخاذ القرارات المناسبة سواءً بخفض الإنفاق على بعض عمليات الإنتاج أو زيادتها. فالهدف الرئيس المَنوط بالمحاسبة الإدارية هو تقليل الخسائر لأدنى مستوى وتعظيم الربح. ومن الممكن الوصول لهذا الهدف، عبر مقارنة الأداء الفعلي للمنظمة مع المعايير التي تعتمدها المنشأة. وتشارك المعلومات وتقييمها بين أنواع المحاسبة الادارية كلها.

نظرا لطبيعة عمل المحاسبة الإدارية وتوجهها نحو داخل المنظمة في قراراتها، فمن الممكن للمحاسب الإداري المواءمة بين مهام عدة أقسام وتقديم المعلومات والتنسيق فيما بينهما لتحقيق أكبر فائدة.

مثال على مهام عمل المحاسب الإداري

(س) محاسب إداري في شركة (ملهمون) للصناعات الغذائية. طَلب منه مدير الانتاج عرض المعلومات المالية كنسب مئوية من الوحدات المنتجة في مدة زمنية معينة، وبنفس الوقت طلب منه من قِبل رئيس قسم الموارد البشرية بتوضيح رسم بياني لأجور الموظفين. بالطبع (س) قادر على تلبية كِلا الطلبين فهما يقعان في صلب مهامه المَنوطة به.

(س) مسؤول عن بيانات الرواتب وإعداد كشوف عنها وخصم الضرائب. وبالتالي، فهو مسؤول عن حسابات الموظفين بشكل عام.

(س) أيضا، عليه أن يقوم بـإعداد تقارير الميزانية وتحليل بياناتها وقياسها. والتأكد من إتمام كل ما يتعلق بهذه الكشوف بشكل يومي أو سنوي.

اهمية المحاسبة الادارية
آلية عمل المحاسبة الادارية

 المحاسبة الادارية واهميتها

تعد المحاسبة الإداريّة جزء من الكل الأكبر الذي هو “المحاسبة” بمفهومها وأنواعها المتعددة، وقد تطورت الحاجة لاستخدامها بعد تعدد العمليات التجارية وتوسع عمل المنشآت الاقتصادية. وفيما يلي نذكر بعض النقاط التي تبين أهيتها:

  • توفير البيانات، فهي منجم كبير للمعلومات والبيانات التي تهم المنظمة.
  • تنسيق وتصنيف البيانات المحاسبية بشكل مفيد لاتخاذ قرارات الإدارة العليا في الشركة، وذلك عبر المِدد الزمنية المتباينة. على سبيل المثال، مراقبة عمليات الشراء وكل ما يتعلق بها من توريد وبيع، لشهور متتالية وتبويبها بطريقة مفصّلة تعمل على الكشف عن إجمالي أرقام الشراء المختلفة.
  • القدرة على التواصل مع المستويات الإدارية المختلفة، فهي تقوم بتصدير المعلومات لأكثر من جهة كما تستوردها من جهات متنوعة.
  • إعداد تقارير تحليلية تشمل حساب النِسب المتعددة وذلك من أجل صنع قرارات فعالة.
  • المساعدة في تنظيم إعداد الميزانيات، وتفويض المسؤوليات.
  • تتجلى المحاسبة الادارية وأهميتها، في صياغة السياسات، والتخطيط المالي. من خلال القدرة على التنبؤ بالأرباح وبمعدلات الإنتاج والتدفقات النقدية بشكليها الداخلة والخارجة.
  • تمكين الإدارة من معرفة وضعها السوقي بشكل دقيق، ومن ثم منحها القدرة على صياغة استراتيجيات مناسبة.
  • المساعدة في التنسيق، فتبعًا لمهام المحاسبة الإدارية. فهي تقوم بالتنسيق بين جميع أنشطة المنظمة وأقسامها المختلفة، وهي تقوم بذلك عن طريق دمج الميزانيات التابعة لكل وظيفة محاسبية على حدة في ميزانية رئيسة شاملة. لأعمال المنظمة ككل وتسمى “الميزانية الرئيسية”.
  • اتخاذ القرارات، تعمل المحاسبة الإدارية على مساعدة المديرين بأخذ قرار حاسم فيما يتعلق بأعمال المنظمة التشغيلية. كما يستخدم المدير التنفيذي، تلك المعلومات الواردة من قسم المحاسبة لضبط الموارد من أجل القيام بالأنشطة اللازمة لسير عمل المنظمة بشكل صحيح.

من خلال ما سبق، يتضح المفهوم الكلي للمحاسبة الادارية واهميتها بالنسبة لعمل المنشآت الاقتصادية. فهي جزء مهم من المحاسبة، بحيث لا يتمتع أي عمل تجاري بصفة النجاح من دون أن يستوفي معاييرها.

 

تابع ملهمون لعلك تكون ملهمًا يومًا ما
قد يعجبك ايضا